حبل الله
الإفطار في نهار رمضان بسبب الحيض جهلا

الإفطار في نهار رمضان بسبب الحيض جهلا

السؤال: هل إفطار الحائض في رمضان بدون داع (لم تكن مريضة أو لديها ألم يبيح الفطر) هل هو محرم ويستوجب القضاء؟ حيث إن رخصة الفطر للمريض وهي في حالات لا تكون مريضة.. وسبب إفطارها هو قلة التفقه في الدين.

الجواب: الصيام أو الصوم هو الامساك، أي بمعنى إمساك النفس ومنعها. والصائم يمنع نفسه من الأكل والشرب والجماع. ودم الحيض لا يمكن منعه. لذا لا يجوز عدُّه مما يفسد الصوم.

والصيام عبادة لا تحتاج إلى طهارة؛ لذا فإن الحائض مكلفة بالصوم من حيث الأصل، لأنه ليس مرضا، بل هو أذى، فلا يصح الإفطار بسببه. ويجوز لها الفطر إن مرضت أثناء الحيض فتفطر برخصة المرض لا بسبب الحيض، وعليها عدةٌ من أيامٍ أُخر، أي تصوم بعد رمضان بعدد الأيام التي أفطرتها.

أما إن أفطرت لمجرد الحيض لقلة التفقه في الدين فهي معذورة وعليها الصيام بعد رمضان بعدد الأيام التي أفطرتها. وهي معذورة بعدم المعرفة لأن الفتوى السائدة أن الحائض لا يصح صومها وهي فتوى منتشرة وذائعة رغم مخالفتها القرآن والسنة.

التعليقات

  • السلام عليكم
    أولا: أشكر جهودكم المتواصلة في تعليم المجتمع التركي وتربيتهم على معالم دين الإسلام
    ثانياً: سبق أن قرأت لكم بعض الفتاوى المتعلقة بالأحكام (ومنها هذه الفتوى) غير أنني وجدتها ضعيفة الإستدلال من حيث عدم اعتبار عمل السلف وفتاويهم في تلك المسائل.
    وكما لا يخفى على شرف علمكم أن فهم الكتاب والسنة مثل ما نزل متوقفة على معرفة تطبيقات القرون الأولى لتلك الأحكام.
    ومن هذا المسلك حذر عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-وقال: “فعليكم بلزوم السُنَّة، فإنَّ السنَّة إنَّما سنَّها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل، والحمق والتعمُّق، فارضَ لنفسك ما رضِيَ القوم لأنفسهم؛ فإنَّهم عن علمٍ وقفوا، وببصرٍ نافذٍ قد كَفُّوا، ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضلٍ لو كان فيه أحرى، فلئن قلتم: أمرٌ حدث بعدهم، ما أحدثه بعدهم إلا من ابتغى غير سنَّتِهم، ورغِب بنفسه عنهم، إنَّهم لهم السابقون, فقد تكلَّموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، لقد قرؤوا منـه ما قرأتم، وعلموا من تأويله ما جهلتم”.
    فقولكم: “الحائض مكلفة بالصوم …. فلا يصح الإفطار بسببه”
    هذا القول مخالف لنصوص الجلية من الكتاب والسنة فقول عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم: لقد كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم…” ولا يكون القضاء إلا لشيء فائت من الفرائض، ومنها الصوم. ولو بحثنا القرون الخمسة عشر كلها، لما وجدنا أحداً قال بنص هذه الفتوى.
    فمسألة صوم الحيض ليست من النوازل المعاصرة….لذا أريد منكم دليل واحد فقط تذكرون فيه أن الصحابيات كن يصمن رمضان وهن حيض.
    وعلى ما يبدو قولكم هذا لم يقل به أحد عبر العصور بل عكس ذلك “فأجمعت الأمة على تحريم الصوم على الحائض والنفساء، وعلى أنه لا يصح صومها… وأجمعت الأمة أيضاً على وجوب قضاء صوم رمضان عليها، نقل الإجماع فيه الترمذي وابن المنذر وابن جرير وأصحابنا وغيرهم. انتهى من كلام الإمام النووي.
    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.