حبل الله
مشروعية صلاة الإستخارة وكيفيتها

مشروعية صلاة الإستخارة وكيفيتها

السؤال: ما هو أصل صلاة الاستخارة، ما الدليل عليها من القرآن والسنة؟ وكيف تؤدى ، وهل يشترط النوم بعدها حتى تتحق الرؤيا التي تحمل البشارة أو الانذار؟

الجواب: الاسْتِخارَةُ لغة: طلَبُ الخِيرَة فِي الشَّيْءِ، وهي من باب الاستفعال ، والاسْتِخارَةُ: الاستعطافُ. لأَنك إِذا اسْتَعْطَفْتَهُ وَدَعَوْتَهُ فإِنك إِنَّمَا تَطْلُبُ خَيْرَهُ[1]

قال ابن فارس: الإستخارة: أن تسأل الله – عز وجل – خيرَ الأمرين[2]. لذا فإن هذه الصلاة نوع من الدعاء

صلاة الاستخارة في الإصطلاح الشرعي: هي أن تصلي ركعتين نافلة ثم تدعو الله تعالى أن يقدر لك الخير فيما ستقدم عليه من الفعل.

والأصل فيها قوله تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة، 45)

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة وكيف تؤدى على الشكل الأمثل، فقد روى جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن:

 يقول «إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني »  قال: «ويسمي حاجته»[3]

هذا هو الدعاء المأثور والأفضل للمسلم أن يدعو الله تعالى به تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويستطيع المسلم أن يدعو بغيره فيما يوافق معناه وخاصة إن كان يصعب عليه أن يحفظ الدعاء المأثور، ويستطيع من لا يعرف العربية أن يدعو بلغته الخاصة.

والمسلم بعد أن يصلي الاستخارة ويدعو فإنه يُقدم على ما عزم عليه متوكلا على الله تعالى مستعينا به على قضاء حوائجه.

وأما ما يتداوله الناس من ضرورة النوم بعد الصلاة الإستخارة ليرى الرؤيا فلا أصل له في الدين وليس عليه أي دليل، ونفس الشي يقال لما يُزعم من رؤية النور الازرق أو الأبيض وغير ذلك مما يتناقله بعض الناس من الخرفات، فكله لا أصل له.

فصلاة الاستخارة هي الدعاء بالتوفيق وذلك بعد بذل كل الجهود اللازمة للنجاح في الأمر من الإعداد واستشارة أولي المعرفة. وبذلك تكتمل صورة التوكل الصحيح على الله تعالى.



[1]  لسان العرب، فصل الخاء المعجمة،  مادتي خير وخور

[2]  مجمل اللغة لابن فارس.

[3]  أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى برقم  (1162) و (6382) و (7390) ، وأبو داود (1538) ، وابن ماجه (1383) ، والترمذي (480) ، والنسائي في “المجتبى” 6/80، وفي “عمل اليوم والليلة” (498) ، وأبو يعلى (2086) ، وابن حبان (887) وهو في مسند أحمد برقم (14707)

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.