حبل الله
تكليف الفتاة التي بلغت مبكرا

تكليف الفتاة التي بلغت مبكرا

السؤال: إذا كانت البنت صغيرة السن كأن يكون عمرها 9 سنوات وجاءتها عادة النساء، هل تصبح مكلفة شرعا، وهل يجب على الأهل منعها من اللعب كالأطفال؟ وهل يجوز تزويجها؟

الجواب: نزول دم الحيض دليل على بلوغ الفتاة، حتى لو كانت 9 سنوات، والبلوغ يشير إلى تغير كبير في قدرة الإنسان على تحمل المسؤولية وفهم أوامر الله تعالى ومعنى التزامها. لذا يصبح الانسان مكلفا بمجرد البلوغ.

وبعد أن تطهر الفتاة من حيضتها الأولى تكون مكلفة بالصلاة وغيرها من التكاليف الشرعية بحسب طاقتها، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا شك أن قدرتها في هذه السن أقل ممن يكبرنها من النساء.

ووظيفة الأهل الأمر بالمعروف والتوجيه والدعاء بالتوفيق. قال الله تعالى مخاطبا نبيه {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (طه،132)

وقال سبحانه على لسان ابراهيم {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} (ابراهيم، 40)

وقد أرشدنا القرآن الكريم أن ندعوا بهذا الدعاء لنا ولوالدينا ولأولادنا {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (الأحقاف، 15).

أما اللعب فلا ينبغي منعها منه، فلكل مرحلة عمرية ميزات وميول لا ينبغي للأهل مقاومتها بل توجيهها والاستفادة منها قدر المستطاع، وكل ذلك بالرفق واللين.

أما تزويجها في هذا السن فلا يجوز، لأن الله تعالى اشترط البلوغ والرشد للزواج. بقوله {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} (المائدة، 6)

والبلوغ هو بداية النضوج الجنسي المتمثل بالإحتلام مع الإنزال عند الذكور ونزول دم الحيض عند الإناث.

أمّا الرشد فهو حالة من النضوج العقلي تمكن الشخص من تدبر أموره بنفسه.

ولا يخفى على أحد أنّ البنت التي بلغت التاسعة من عمرها لا تعتبر رشيدة بحال من الأحوال وفي أي بيئة كانت.

وللمزيد حول موضوع زواج الصغار اضغط _من فضلك_ على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=1177

التعليقات

    • علامات البلوغ مرئية مشاهدة وليس كذلك الرشد، لكنه يعرف بالاختبار والملاحظة، فإن بدأ الفى أو الفتاة بالتصرف وفقا للمعروف ويحسن اتخاذ القرارات وأداء المهام المنوطة به فقد بلغ الرشد. يأمر الله تعالى باختبار رشد اليتيم قبل تسليم أمواله إليه بقوله سبحانه:
      ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا ‌بَلَغُوا ‌النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ﴾ [النساء: 6]

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.