حبل الله
الصيام والقيام في العشر الأوائل من ذي الحجة

الصيام والقيام في العشر الأوائل من ذي الحجة

السؤال: بعد أيام عدة سندخل في العشر الأوائل من ذي الحجة إن شاء الله تعالى، وهي أيام مباركة. ماذا يُندب للمسلم أن يفعل في هذه الأيام والليالي المباركة، وهل يعتبر الصيام والقيام مندوبا إليه بشكل خاص؟

الجواب: أقسم الله تعالى بهذه الليالي، والقسم يلفت الأنظار إلى عظيم فضلها. قال الله تعالى {والفجر وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (الفجر، 1_2) عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أفضلُ أيامِ الدُّنْيا أيامُ العَشْرِ)[1] وليس غريبا أن تكون هذه الأيام أعظم أيام السنة؛ فهي أيام الحج وفيها يوم الحج الأكبر وعيد الأضحى.

وقد اختلف أهل التأويل في الليالي العشر هذه؛ أيّ ليال هي، والأرجح أنها العشر الأوائل من ذي الحجة فعن جابر، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والفجر وليال عشرٍ: عشرُ الأضحية، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر)[2]

وفي قوله تعالى{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} (الأعراف، 142) قيل: إن العشر التي أتم بها أربعين، هي عشرُ ذي الحجة. وقد نسب الطبري هذا القول إلى مجاهد ومسروق[3] .

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ»[4]

يجتهد المسلم في أداء الأعمال الصالحة في هذه الأيام، ولم ترد روايات تخص صيام نهارها أو قيام ليلها، بل ورد نفي الصيام خاصة، فعن عائشة قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط)[5] . أما اليوم التاسع من ذي الحجة فهو يوم عرفة، وصيامه مندوب لغير الحاج، لقوله عليه الصلاة والسلام (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)[6] وفي رواية أخرى سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ)[7] وصيامه للحاج يكون على خلاف السنة، فعَنْ أُمِّ الفَضْلِ، شَكَّ النَّاسُ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «فَبَعَثْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ»[8].



[1] البزار 2013 وصححه الألباني، انظر حديث رقم: 1133 في صحيح الجامع.

[2] المستدرك على الصحيحين للحاكم،كتاب الأضاحي، رقم الحديث (7625) قال الحاكم « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه » وصححه الذهبي

[3] تفسير الطبري، (13/87)

[4] صحيح البخاري، رقم الحديث (969)

[5] صحيح مسلم، باب صوم عشر ذي الحجة (1176) وأخرجه ابن أبي شيبة 3/41، وإسحاق بن راهوية (1505) ، ، والترمذي (756) ، والنسائي في “الكبرى” (2872) ، وابن حبان (3608) ، والبيهقي في “السنن” 4/285، والبغوي في “شرح السنة” (1793)

[6] صحيح مسلم، باب استحباب صيام ثلاثة ايام، 196 – (1162)

[7] صحيح مسلم، 197 – (1162)

[8] صحيح البخاري، باب صوم يوم عرفة، 1658 ، وأخرجه مسلم في الصيام باب استحباب الفطر للحاج يوم عرفة رقم 1123

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.