حبل الله
تبليغ القرآن إلى الجن والإنس

تبليغ القرآن إلى الجن والإنس

السؤال: ورد في القرآن الكريم أن مجموعة من الجن استمعوا للقرآن الكريم فأسلموا. هل نستطيع القول أن النبي مبعوث للإنس والجن على حد سواء، وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يراهم ويكلمهم؟

الجواب: وظيفة الرسول تبليغ الوحي لمن أُرسل إليهم، وقد جاء ما يفيد أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قد أرسل إلى الناس كافة كما ورد في قوله تعالى:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (سبأ، 28)

وقد خلق الله تعالى الجن بطبيعة غير طبيعة الإنس؛ فهم قادرون على رؤية الإنس، وليس الإنسان بقادر على رؤيتهم، وفي هذا يقول الله تعالى عن إبليس وقبيله من الجن: { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف، 27) ونفهم من ذلك أن للجن القدرة على مشاهدة الإنسان والإستماع إليه، ولا يستطيع الإنسان أن يسمع الجن أو يشاهدهم.

ولكون النبي صلى الله عليه وسلم بشرا لم يكن يشاهد الجن أو يستمع إليهم، لكنهم كانوا يستمعون إليه وهو يبلغ القرآن فيؤمن بعضهم كما ورد في قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} (الجن، 1_2)

فلولا أن الله تعالى أخبر نبيه باستماع الجن إليه وهو يقرأ القرآن لما علم بذلك.

وفي آية أخرى يخبر الله تعالى نبيه أنه صرّف إليه نفرا من الجن ليستمعوا القرآن فآمنوا، ثم انصرفوا إلى قومهم من الجن مبلغين ما سمعوا ومحذرين قومهم من الإعراض عن الإيمان. قال الله تعالى:

{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ. يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الأحقاف، 29_32)

ونفهم من سماع الجن للقرآن الكريم وتبليغ نفر منهم إياه إلى قومهم أن الجن مكلفون بالعمل بهذا الكتاب، كيف لا وهو خاتم الرسالات المصدق لما بين يديه والمهيمن على ما أنزل الله من الكتاب .

وما سبق لا يعني أنه ليس للجن رسل منهم، فقد أرسل الله تعالى للجن رسلا منهم كما أرسل إلى البشر رسلا منهم. نفهم هذا من قوله تعالى في العتاب الموجه للثقلين يوم الحساب:

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} (الأنعام،130).

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.