الجواب: أحكام الصيام وردت في الآيات 183_186 من سورة البقرة، وليس في الآيات ما يشير الى إباحة الافطار لغير المريض والمسافر. ولا شك أن الله تعالى كلفنا بالصيام وهو يعلم سبحانه أن فينا العامل وطالب العلم والساعي على رزقه، وهذا هو الامتحان الحقيقي، الدنيا هي دار الابتلاء، والمسلم مطالب بالصبر والتحمل في سبيل مرضاة ربه.
إن القول بحواز الافطار لطالب العلم في وقت الامتحانات بحجة تحصيل نتيجة أفضل هو كالقول بجواز إفطار الموظف والعامل والمزارع والسائق بهدف الحصول على ربح أو محصول أكبر، ولا شك أن ذلك مناف تماما للحكمة من الصيام.
فطالب العلم مكلف بالصيام وليس له رخصة بالافطار إلا إذا أصابه المرض أو عانى من الجوع أو العطش بما يفوق قدرته على الاحتمال، فيرخص له بالفطر والقضاء بعد رمضان. أما أن يفطر بحجة الامتحانات فهذا غير جائز مطلقا ويدخل في إطار تعدي حدود الله، وقد أمر سبحانه بالتزام حدوده وحرم تعديها أو الاقتراب منها.
إن التزام أمر الله تعالى بالصيام رغم صعوبته على طالب العلم والعامل وغيرهم هو مدعاة لتحقيق رضا الله تعالى عن العبد ومن ثم استحقاقه العون والمدد الالهي. قال الله تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (البقرة، 155)