حبل الله
دعوة غير المسلمة الى الاسلام والزواج منها

دعوة غير المسلمة الى الاسلام والزواج منها

السؤال: السلام عليكم وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل أعمل في مجال السياحة تعرفت على إمرأة ألمانية قالت أنها تحب الإسلام ويهمها كثيرا مما جعلني سعيد بذلك وأرسلت لها بعض المواقع الإسلامية المترجمة في البداية قالت إنها مسيحية وتؤمن بالله وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم لكن المشكلة عند نقاشي معها في العقيدة أحيانا تشك في وجود الله وأحيانا لا !! مما سبب لي ضيقا شديدا وكثرة تفكير مع العلم أننا إتفقنا على الزواج. أجد في نفسي الآن أني قد أقع في الكفر إذا إستمررت معها!!! ولدي أسئلة حول ذلك أتمنى الإجابة عليها بالتفصيل 1_ هل زواج المسلم بالكافرة كفر يخرج المسلم من دائرة الإسلام ؟ 2_ هل التقرب إلى المسيحيين قصد دخولهم الإسلام يخرج المسلم من دائرة الإسلام ؟ 3_ هل حب المرأة الكافرة أيضا كما ذكرت آنفا ؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله

المسلم يدعو الى الله تعالى على بصيرة وعلم، وهو بطيعة الحال يسعد بالنتائج الطيبة، ولكن في المقابل عليه أن لا تذهب نفسه حسرات على من لا يستجيب، فقد قال الله تعالى لرسوله عندما رآه حزينا على عدم استجابة قومه له {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (فاطر، 8) وبناء عليه فلستَ مسؤولا عن استجابة الناس لدعوتك، وما على الرسول إلا البلاغ.

أما إن خفت على نفسك الكفر _ والعياذ بالله_ إن تزوجتها فلا تعمد الى ذلك، لأن المسلم يبحث عن المرأة التي تعينه في أمر دينه ودنياه وليس العكس..

أما بخصوص الأسئلة فنجيب عليها تباعا

1_ أحل الله تعالى الزواج من نساء أهل الكتاب المحصنات، بقوله تعالى  {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (المائدة، 5) والمقصود بالمحصنات؛ النساء العفيفات اللواتي لا يمارسن الزنا؛ فالزانية لا ينكحها إلا زان مثلها أو مشرك كما قال تعالى {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (النور، 3)

وعليه فإن الزواج من الكتابية لا يخرج المسلم عن دائرة الاسلام. ولا بد من التنويه أن الزواج بالمرأة المؤمنة أفضل.

2_ التقرب من المسيحيين أو غيرهم بقصد دعوتهم الى الاسلام هو امر محمود ومأمور به شرعا للقادر عليه؛ لانه لا يمكن دعوة الناس  الى الاسلام الا بالتقرب منهم، وقد أمرنا الله تعالى أن ندعوا الى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة بقوله تعالى  {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل، 125) وقد وردت هذا الآية في سياق الحديث عن أهل الكتاب. ولا يمكن أن نتصور دعوة غير المسلم الى الاسلام بغير الحكمة والموعظة الحسنة إذ أن اخلاق المسلم وحسن تعامله مع الآخرين هما السبيل الأمثل في الدعوة الى الله تعالى وهو سلوك النبيين وأصحابهم.

3_ أما بالنسبة لحب المرأة الكافرة، فينبغي أن نقرر أولا أن الحب شعور قلبي لا يتحكم الانسان فيه. فإن رأى المسلم الزواج منها فله ذلك، والأولى أن يتزوج المؤمنة لقوله تعالى {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} (البقرة، 2 / 221).

التعليقات

  • اولا هناك نهي صريح عن الزواج من المشركين والمشركات والكافرين والكافرات
    (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)..)البقرة
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)..)الممتحنه
    ولكن هناك استثناء لاهل الكتاب لانهم هم شركاء المجتمع وهم الاكثر ظهورا عن غيرهم مع اشتراط الاحصان لان الفسق منتشر عندهم بشده ووجبت المشاركه الاجتماعيه معهم كما في قوله تعالى ايضا تبيينا لهذا الحكم ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)..) الممتحنه
    وان اهل الكتاب على صنفين صنف مسالم وموادع وصنف محارب مقاتل معتدي يصد عن سبيل الله ويطعن في الدين
    فحتى في الخطاب أمرنا ان نميز بين الذين ظلموا منهم وغيرهم كما في قوله تعالى ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)..)
    السؤال اخيرا , هل يجوز للمسلمه ان تتزوج من كتابي اي يهودي او نصراني ؟
    السؤال بسبب ان بعض الناس يقولون انه حلال بنص الايه التي ذكرتها حضرتك من سورة المائده {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (المائدة، 5)
    يقولون ان المؤمنات المحصنات كانوا حلال اصلا لنا الا ان ذكرهم هنا دليل على انهم اصبح حلال لهم الزواج من الكتابيين كما انه حلال للمسلم الزواج من المحصنه الكتابيه؟
    منتظر ردكم ان شاء الله

    • الأخ العزيز هيثم عامر:
      هناك مقالة مقتضبة لفضيلة الشيخ عبد العزيز بايندر يوضح فيها الكثير من التساؤلات التي وردت في مداخلتكم القيمة، أرجو قراءتها من على موقعنا على هذا الرابط
      http://www.hablullah.com/?p=1794
      المقالة بعنوان: اختلاف الأديان وتأثيره في الزواج

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.