حبل الله
إعطاء الزكاة للعاطلين عن العمل

إعطاء الزكاة للعاطلين عن العمل

السؤال: هل يجوز إعطاء الزكاة للعاطلين عن العمل؟

الجواب: بيَّن القرآن الكريم المستحقين للزكاة بقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

يقصد بالعاطل عن العمل: الشخص القادر على العمل لكنه لا يعمل. والعاطل عن العمل إما أن يكون لكسل فيه وإما لعدم تمكنه من إيجاد فرصة عمل، وفي الحالة الأولى لا يستحق الزكاة لأنه قادر على الكسب فهو ليس بفقير حكما. وفي حق هؤلاء قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي) [1].

والمقصود بـ(ذي مرة سوي) الإنسان سليم الأعضاء القادر على العمل. ولأن إعطاءهم من الزكاة تشجيع لهم ولغيرهم على القعود عن العمل والركون إلى أموال الصدقات مما يقضم من حق مستحقيها الحقيقيين، كما فيه تعطيل للانتاج وتدمير للثقافة المهنية في المجتمع.

وأما من قعد عن العمل لأن أبواب التكسب قد سُدت في وجهه، كما هو حال كثير من العمال عندما تواجه البلاد أزمات اقتصادية وتبدأ الشركات والمصانع بالإستغناء عن الأيدي العاملة، ففي مثل هذه الظروف يمكن تقديم الزكاة للمعوزين من هؤلاء العاطلين عن العمل، لأنهم بحكم العاجزين. كما يجوز إعطاء الزكاة للعاملين الذين لا تكفيهم دخولهم ويؤيد هذا قوله عليه الصلاة والسلام “ولا حظ فيها_ أي الزكاة_ لغني ولا لقوي مكتسب)[2] فقد قيد القوة بإمكانية الإكتساب.

وينبغي للعاطل عن العمل أن يبحث عن عمل شريف وإن كان بسيطا؛ لأن العمل مهما قلّ شأنه أفضل من انتظار الصدقة وسؤال الناس. وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم “لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير له من أن يسأل أحدا، فيعطيه أو يمنعه”[3] .

 


[1] رواه أبو داود، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى، (1634)، وصححه الألباني

[2] أخرجه أبو داود (1633) ،  والنسائي في “المجتبى” 5/99-100، وهو في “الكبرى” (2379) وأبو عبيد في “الأموال” (1725) ، وحميد بن زنجويه في “الأموال” (2069) و (2070) ، والبيهقي في “السنن” 7/14، والبغوي في “شرح السنة” (1598) وصححه الإمام النووي وتابعه الألباني.

[3] صحيح البخاري، باب كسب الرجل وعمله بيده، (2074) ومسلم في الزكاة، باب كراهة سؤال الناس، رقم (1042)

التعليقات

  • هل تجوز الصدقة لرجل مسن عنده بنات قادرات على العمل ولكنهن متكاسلات، وعند توفر العمل لبناته لا يهتمون وأشعر أن أبيهن لا يشجعهن على العمل، وواجته من قبل وقلت له إن بناته متكاسلات. قال لي لا شأن لكِ ببناتى . فاذا قطعت هذه الصدقة لأعطيها لأحد لا يقدر على العمل فهل عليا ذنب؟ وهل هذا الرجل يستحق الصدقة لأنه يصرفها على بناته اللاتى يقدرن على العمل ؟

    • كون الرجل مسنا وغير قادر على العمل بنفسه فإنه يستحق الصدقة، حتى لو أنفق ما يأخذه من الصدقة على بناته. أما إن أعطيت الصدقة شخصا آخر مستحقا لها فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.