حبل الله
الآيات والأحاديث الواردة في قيام الليل

الآيات والأحاديث الواردة في قيام الليل

أولا: الآيات

وردت آيات عديدة ترغب في قيام الليل وتبين فضله، حيث الإنقطاع عن مشاغل الحياة وصفاء النفس فتخشع الجوارح وتصفو الروح بمناجاة الخالق جل وعلا، وكل ذلك يكون بعيدا عن أي شبهة من رياء أو تظاهر.

قال الله تعالى:

1_ {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر، 9)

2_ {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} (طه، 130)

3_ {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذاريات،17_ 18)

4_ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} (المزمل، 1_ 6)

5_ { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } (السجدة: 6)

6_ {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} (الفرقان،64)

7_ {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (الاسراء ،79)

ثانيا: الأحاديث

ولأهمية قيام الليل وانطلاقا من توجيهات القرآن الكريم وردت أحاديث كثيرة تدعو أن لا تضيع فضيلة القيام من أي مسلم ومن هذه الأحاديث ما يلي:

1_ عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُهُ وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدا)[1]

2_ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ أنه سأل أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قَالَ (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَإِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ حَدِّثِينِي عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ قَالَتْ أَلَسْتَ تَقْرَأُ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَتْ فَإِنَّ أَوَّلَ هَذِهِ السُّورَةِ نَزَلَتْ فَقَامَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَفَخَتْ أَقْدَامُهُمْ وَحُبِسَ خَاتِمَتُهَا فِي السَّمَاءِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ نَزَلَ آخِرُهَا فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ…)[2]

3_ (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله لا تكن بمثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)[3] فقد نهاه صلى الله عليه وسلم أن يتشبه بالشخص الذي ترك القيام فيفوته خير كثير كالذي فات ذلك الشخص، ولم يسمّ النبي ذلك الشخص صراحة حتى لا يتعرض له بسوء وذلك لسمو أخلاقه صلى الله عليه وسلم.

4_ (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ أَوَّلُ الْمُزَّمِّلِ كَانُوا يَقُومُونَ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَزَلَ آخِرُهَا وَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا سَنَةٌ)[4] وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير وَغَيْره عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ قَالَ ” لَمَّا نَزَلَتْ يَا أَيّهَا الْمُزَّمِّل قَامُوا حَوْلًا حَتَّى وَرِمَتْ أَقْدَامهمْ وَسُوقهمْ حَتَّى نَزَلَتْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ فَاسْتَرَاحَ النَّاس[5]

5_ عن حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ قِيَامُ اللَّيْلِ وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ الْمُحَرَّمُ)[6]

6_ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (اسْتَعِينُوا بِطَعَامِ السَّحَرِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ وَبِالْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ)[7] وفي الحديث إرشاد لمن أراد القيام أن يحضر نفسه منذ النهار وذلك بالمحافظة القيلولة وهي النوم بعد الظهر قليلا؛ ليكون البدن أقوى على قيام الليل.

7_ عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلا قام من الليل فصلى ثم أيقظ أهله فصلوا، رحم الله أمرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقضت زوجها فصلى)[8]

8_  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرْفَعُهُ قَالَ سُئِلَ أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ)[9]

9_ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ[10].

10_ عن أبي أمامة قال: قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أسمع قال: (جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات)[11].

11_ (َعَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرَ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ)[12] .



[1] سنن ابي داوود، باب قيام الليل، رقم الحديث 1112. الحاكم، باب قيام رسول الله، رقم الحديث  1107، وقال بعد أن روى الحديث صحيح على شرط مسلم

[2] سنن ابي داوود، رقم الحديث 1141 . سنن النسائي، رقم الحديث 1583

[3] صحيح البخاري، رقم الحديث 1965

[4] سنن ابي داوود، رقم الحديث 1110

[5] عون المعبود، باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه، رقم الحديث 1109

[6] ،سنن النسائي، رقم الحديث 1596، قال النسائي: أَرْسَلَهُ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ

[7] سنن ابن ماجه، رقم الحديث 1683

[8] مصنف ابن ابي شيبة، رقم الحديث 100

[9] مسلم، باب فضل صوم المحرم، رقم الحديث 1983

[10] مسلم ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، رقم الحديث 1288

[11] باب ما في عقد التسبيح باليد، رقم الحديث 3421 . قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد روي عن أبي ذر وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال جوف الليل الآخر الدعاء فيه أفضل أو أرجى أو نحو هذا سنن الترمذي

[12] رَوَاهُ مُسْلِمٌ، باب من خاف الا يقوم من آخر، رقم الحديث 1255

تعليق واحد

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.