حبل الله
الأضحية بالعجل المسمَّن

الأضحية بالعجل المسمَّن

السؤال: هل يجوز الأضحية بعجل سمين بلغ من العمر تسعة أشهر قياسا على جذع الضأن؟

الجواب: قال الله تعالى {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (الحج، 36) والبدن بمنى السمينة والمسنة. نقول بَدُنَ بَدَانَةً مِثْلُ: ضَخُمَ ضَخَامَةً كَذَلِكَ فَهُوَ بَدِينٌ وَالْجَمْعُ بُدُنٌ وَبَدَّنَ تَبْدِينًا كَبِرَ وَأَسَنَّ[1]. وبدن الرجل إِذا سمن[2]. ورجل بَدَنٌ، أي مُسِنٌّ[3].

لهذا جاء بيان النبي صلى الله عليه وسلم منوها إلى السن؛ لأنه مقصود شرعا فقال (لا تذبحوا إلا مسنة)[4] والمسنة في لغة العرب ما أكمل السنتين من البقر. وبناء على ذلك فالعجل ذو التسعة أشهر هو جذع غير مسن ولا يجزئ التضحية به.

وقد يقول قائل لماذا لا يجوز الجذع من البقر قياسا على جواز الجذع من الضأن؟ والصحيح أنه لا يصح القياس مع وجود النص الصريح الذي يفرق بين جذع الضأن وغيره من الأنعام.

كما أن المقصود من الأضحية ليس اللحم فقط، وإنما تعظيم شعائر الله، وينبغي أن نعظم شعائره وفقا لما أمر، وقد وصف سبحانه ما يقدم أضحية بقوله {والبدن} أي المسنة السمينة، والقرآن نزل بلغة العرب وهم لا يطلقون وصف المسنة إلا على ما أكمل السنتين من البقر، فينبغي الوقوف عند هذا الوصف.



[1] المصباح المنير، باب (ب د ن)

[2] جمهرة اللغة، باب بدو

[3] الصحاح، باب بدن

[4] أخرجه مسلم (3/1555، رقم 1963) ، وأبو داود (3/95، رقم 2797) ، والنسائى (7/218، رقم 4378) ، وابن ماجه (2/1049، رقم 3141) ، وأحمد (3/312، رقم 14721) ،  وابن خزيمة (4/294، رقم 2918) وغيرهم.

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.