حبل الله
أحكام اليمين بالله تعالى

أحكام اليمين بالله تعالى

قال الله تعالى: «وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ؛ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ» (سورة البقرة، 2 / 224-225)

التعليقات

  • تعظيم الله تعالى واجب، والقسم بالله سبحانه تقديس وتعظيم، فعلى المسلم أن يحترم مقتضى يمينه، ويبرّ بما حلف، ولا ينقض ما أكّد به إرادته وعزمه بالحنث باليمين ومخالفة ما أقسم عليه. ولكن قد يتسرع الإنسان فيحلف أنه لا يفعل كذا من زيارة فلان أو الكلام معه، أو التصدق بشيء من ماله أو الصلح بين الناس، أو يفعل شيئا هو شر عليه، وضرر في دينه وأخلاقه، والله أرشدنا إلى ما هو خير لنا، ونهانا أن نجعل اسمه الكريم مانعا من الخير، أو داعيا إلى الشر، فمن حلف ألا يفعل خيرا، أو يفعل شرا، فليحنث في يمينه، وليكفّر عنها، قال الله تعالى: «وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (سورة البقرة، 2 / 224)
    وورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما يوضح معنى هذه الآية، فقال فيما رواه أحمد ومسلم والترمذي: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفّر عن يمينه.

  • وليس كل يمين يجب الوفاء بها، وإنما الوفاء واجب في اليمين المنعقدة: وهي أن يحلف المسلم على أمر في المستقبل ممكن حصوله، فعلا أو تركا، أما اليمين الغموس وهي اليمين الكاذبة قصدا، والتي تغمس صاحبها في النار، فهذه تستوجب العقاب في الآخرة في نار جهنم، ولا كفارة لها في رأي أغلب العلماء، لأن حالفها يقتطع بها مال امرئ مسلم، هو فيها كاذب.
    وأما اليمين اللغو: وهي التي تجري على اللسان عفوا دون قصد اليمين، ولا تخرج عمدا من القلب، مثل لا والله وبلى والله، فهذه لا حنث فيها ولا كفارة، كما لا كفارة على من حلف على شيء يظنه حصل، فبان خلافه، فلا شيء عليه. قال الله تعالى: «لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ» (225)

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.