حبل الله
بعض ما ينبغي تصحيحه من المفاهيم

بعض ما ينبغي تصحيحه من المفاهيم

الرسالة من الأستاذ أحمد الزبير محجوب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على اشرف المرسلين ….وبعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  ـ أحبتى فى الله

إلحاقاً لما ارسلته اليكم سابقا باسم ( كلاكيت ) ألفت النظر الى خطأ مطبعى فى الصفحة الرابعة  فى عدد شهود الزنا فى الحالة رقم 3 / رجلين و إمرأة ( والصحيح رجلان وإمرأتان ) …هذا ما لزم بيانه , واليكم ما وعدتكم به :

1 ــ  بيان ( يطيقونه ) :

{أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة: ١٨٤)

الضمير فى يطيقونه راجع الى ( طعام مسكين ) , فكلاً من ( الصوم , وإطعام مسكين ) يحتاج الى ( الطاقة والقدرة ) إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها , وفى صدر الآية بيّن الله  حكم  من يطيق الصوم  ومن لا يطيقه بسبب مرض او سفر ,ولا يعقل ان نرجع الضمير فى ( يطيقونه )  مرة أخرى الى الصوم ..وعليه معنى الآية :

من لم يقدر على أيام الصوم  فى  وقته بسبب مرض او سفر عليه  ان يقضيها فى ايام أخر, وأن تصوموا خير لكم ( وهذا يعنى ليس لكل مريض وكل مسافر يفضل الفطر بزعم  ان الله يحب أن تؤتى رخصه بل  الصوم خير له )…

وهذا ( المريض او المسافر ) الذى لم يستطيع الصوم فى وقته  ( إن كان مقتدراً على الإطعام ) عليه  أن يخرج فوراً ( طعام مسكين واحد ) فدية واجبة عليه مع القضاء فى ايام اخر , ومن لم يكن مقتدراً على الإطعام سقطت عنه الفديه وعليه القضاء فقط…ومن اطعم المساكين تطوعاً فهو خير له (سواء من وجبت عليه الفديه فزاد عن المسكين الواحد , او من لم تجب عليه الفديه لصيامه فى وقته , فأطعم الطعام على حبه تطوعاً وتصدقاً ) …

2 _ بيان ( النسخ ) :

وهنا يجب ان ننبه الى خطورة الاخطاء الواردة  بالقاموس العربى  والى معانى بعض الكلمات والتى حرفت لتطابق فكرا او مذهبا معيناً , مثل ما نحن بصدده الآن , ومثل إدعاء أن بالقران كلمات غير عربية ( خلاف ما قال به الله تعالى ) ,وتمثلوا كلمة ( قسورة ) , وهى فى الحقيقة مشتقة من ( قسر ) أى شدة وإضطرار ( وعليه معنى فرت من قسورة  : فرت من شدة ومهلكة ),(مثل : فتونة مشتقة من فتن اى إمتحان وإبتلاء) …والنسخ يعنى وبكل وضوح : التكرار إثباتاً ,وظل الشئ نسخته , والشمس عندما تنسخ الظل فهى تكرر وتثبت صورة اصل الظل , ولا يعقل ظل بلا شمس او نور , فكيف ندعى ان الشمس تمحو الظل ؟؟!!!

{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الجاثية: ٢٩) الآية واضحة بينة : أى كنا نكرر ونثبت ما كنتم تعملون .

{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة: ١٠٦)

وهنا معالجة لمسألة كبيرة الا وهى : مقارنة القرآن الكريم بالكتب السابقة ,وهى من ذات المصدر, وهذه الآية بمثابة حيثيات حكم هيمنة القرآن الكريم على ما سبقه من كتب , فآيات القرآن:

1 _ إما مستنسخة (تكرار وإثبات ) لآيات مثل سابقاتها كما هى   ( مثل : آيات           التوحيد والتنزيه, تحرى العدل والاحسان ,ومكارم الاخلاق ).

2 _ او مستنسخة مع  إبدال الى خيرٍ منها ( مثل : حد السرقة ابدال إسترقاق          السارق الى قطع يده )

3 _ او مستحدثة إنفرد بها القرآن , يقابلها فى الكتب السابقة آيات لم تنسخ ولم تستبدل أى آيات منسية .ولا اعلم مثالاً لهذا ولا يستطيع احد أن يعلم لأنها آيات منسية (فى الكتب السابقة )…

لما سبق ( النسخ ) يفيد ويعنى ( التكرار مع الإثبات ) ..ولا يعنى الإبدال ,وإنما أفاد الإبدال كلمة ( خير منها ) , ومن باب اولى لا يعنى الإزالة  , وإلا فماذا تعنى كلمة ( ننسها ) وخاصة أنها ذكرت بعد حرف ( أو ) ما يفيد معناً مغايراً لما قبله .

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (الحج: ٥٢)

الأمنية هى إبتغاء شئ ولا يعنى القراءة أو الإملاء…وما دعاهم لهذا التحوير الفهم الخاطئ للآية السابقة , وهى واضحة جداً,وتعالج إشكالاً كبيراً ,إذ تعنى :

يخاطب الله رسوله ( من باب التبريئة والمواساة ) قائلا : ما رغب رسول ولا نبى فى شئ , إلا وألقى الشيطان فى رغبته ( مثلما رغبت فى إيمان بعضهم ,فالقى الشيطان ما جعلك تعبس وتتولى عمن جاءك يسعى ) فنسخنا ما القى الشيطان أى كررناه إثباتاً فى القرآن ( عبس وتولى ) ثم أحكمنا آياتنا توضيحا للحكم الصحيح  ليكون عظة ودرساً للمؤمنين.

ونستفيد مما سبق :

1 _ الرسول ( ص ) غير معصوم , ولكن الله تعالى يواليه بالوحى تصحيحا وتقويما , وكل خطأ وقع فيه مثبت فى القرآن , اى لا مجال لوضع إحتمالات لإخطاء أخرى .

2 _ كل من يرغب فى الإصلاح , يلقى الشيطان فى رغبته ليبعده عن هدفه , فيجب ان نراجع أنفسنا دائما وأبداً , وأن نسمع لغيرنا ,وأن نراعى الوسائل كما نراعى الأهداف ,ولنتذكر دائما اننا لسنا أفضل من الرسل والأنبياء.

وبما أن المؤمن مرآة أخيه , أحذركم من :

 ( دعوى الإستفادة من الكتب السابقة لفهم القرآن الكريم ) , ومن التوسع فى نظرية الفطرة , فهذا مما ألقاه الشيطان فى مسعاكم الطيب هذا .

وإن شاء الله نواصل بتوضيح ما أظنه صحيحا فى الأمرين ,مع توضيح ما أراه فى الطلاق , ومعايير ضبط الحديث..

ودمتم فى حفظ الله ..مع أطيب الدعوات بالسعادة فى الدارين

أحمد الزبير محجوب

27 يوليو 2012

تعليق واحد

  • شكرا لك استاذنا الفاضل أحمد الزبير محجوب على هذه الملاحظات القيمة والتي بلا شك ستثري بحثنا ويسعدنا استقبال ملاحظاتكم دائما.
    وفققكم الله وسدد خطاكم

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.