حبل الله
القراءة من المصحف في الصلاة

القراءة من المصحف في الصلاة

السؤال:ما حكم الصلاة بالمصحف؟
الجواب: الأصل أن يقرأ المصلي في الصلاة المكتوبة من حفظه؛ لأن القراءة من المصحف قد تذهب بالخشوع، وقد أثنى الله تعالى على الخاشعين بقوله {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (المؤمنون،1_2) ، ويتطلب حمل المصحف عملا كثيرا قد يفسد الصلاة، كما أن الصلاة المكتوبة يكفي فيها ما تيسر من القرآن، فيقرأ الفاتحة وسورة قصيرة.
أما في صلاة النافلة فيجوز؛ تشجيعا للمبادرة إليها، ولأن الهيئات في النافلة أقل إلزاما. فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي النافلة على دابته،[1] كما روي جواز الصلاة جالسا لغير ذي عذر في صلاة النافلة، وقد فعل الصحابة ذلك ومثاله ما رواه البخاري معلقا أن السيدة عائشة كانت تصلي خلف ذكوان من المصحف[2].


[1]أخرجه البخاري (1000) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع.
وأخرجه عبد الرزاق (4518) ، وأبو عوانة 2/343 و344، وابن خزيمة (1264) ، والدارقطني 2/21 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13627) و (13628)

[2]صحيح البخاري، باب إمامة العبد والمولى، 1/140 وذكوان هو مولى لعائشة رضي الله عنهما

تعليق واحد

  • لأوْلى أن يوضع على مكان مرتفع حتى يتحقق رفعه حسّاً ومعنى ، قال الله تعالى : ( مرفوعة مطهرة ) فإذا احتجتَ إلى وضعه : فضعْه على مكان مرتفع ولو قليلاً ، فإذا لم يتيسر : جاز وضعه على الأرض على فراشٍ طاهرٍ ، ونحوه ، وينزَّه المصحف بأن يوضع على مكان منخفض أو على مكان متنجس أو على التراب ؛ لما فيه من الاحتقار له ، وإذا احتيج إلى وضعه على فراش طاهر : فلا بأس بذلك ، مع الحرص على رفعه حسّاً ومعنى .اما عن مسأله القراءه المصحف اثناء الصلاه فإن للمصلي أن يقرأ من المصحف في صلاة النافلة وكذا المكتوبة، وهذا هو مذهب الشافعية والقول المعتمد في مذهب أحمد. وذهب المالكية إلى الكراهة. ودليل المجيزين ما رواه البيهقي عن -عائشة رضي الله عنها- أنها كان يؤمها غلامها ذكوان من المصحف في رمضان، قال الزهري: كان خيارنا يقرؤون من المصاحف، وذهب الحنفية إلى أن القراءة من المصحف تفسد الصلاة، إلا إذا كان المصلي حافظاً وقرأ من المصحف من غير حمل، ولهذا نقول: الأولى ترك ذلك في الصلاة المكتوبة، خروجاً من الخلاف ومراعاة لسنن الصلاة من النظر إلى موضع السجود وترك الانشغال بالنظر وتقليب الأوراق. وقد علل الحنفية البطلان بأمرين: الأول: أن هذا عمل كثير. الثاني: أن التلقي من المصحف شبيه بالتلقي من المعلم، وإذا كان مجرد القراءة من المصحف محل خلاف بين أهل العلم مما حدا ببعضهم إلى القول ببطلان الصلاة به، فلا شك أن انضمام الاستماع إليه أشد تأثيراً في صحة الصلاة عند من قال بالبطلان. ينضاف إلى هذا أن القرآن إنما يقرأ ليتدبر، ولا شك أن تدبره متعذر ممن هو مشتغل بقراءته والاستماع إليه في آن واحد. فالحاصل أن تجنب ذلك في الصلاة مطلوب طلباً مؤكداً، وهو في صلاة الفرض أشد تأكيداً، إذ لا يطلب فيها تطويل أصلاً ، فتكفي فيها أم الكتاب، وما تيسر معها.والله أعلم.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.