حبل الله
ظلم الإنسان لنفسه

ظلم الإنسان لنفسه

ظلم الانسان لنفسه بارتكاب المعاصي
كما أنّ الطاعة سببٌ في رضى الله عن العبد فإن المعصية سبب في غضب الله تعالى عليه كذلك، وليس غريبا أن أول تكليف لآدم هو تحذيره من معصية الله تعالى وتعريض نفسه للظلم بما يسببه لها من عقوبة. قال الله تعالى {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} (البقرة، 35)
( من الظالمين ) أي الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعصية أو نقصوا حظوظهم بمباشرة ما يخل بالكرامة والنعيم أو تعدوا حدود الله تعالى[1]. لأن حق الله تعالى على عباده أن يعبدوه ويوحدوه، ويطيعوه ولا يعصوه، ويشكروه ولا يكفروه، فإذا خالفوا ذلك كانوا من الظالمين. قال الله تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (البقرة: 229) ، وقال: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه} (الطلاق، 1) ؛ أي: أساء إليها، وذلك بتعريضها لسخط الله تعالى ومقته، وأخذه وسطوته. قال ميمون بن مهران: «إن الرجل يقرأ القرآن، وهو يلعن نفسه، قيل له: وكيف يلعن نفسه؟ قال: يقرأ: {أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ، وهو ظالم»[2] .
ومن تنكب الصراط رافضا الإنسجام مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وسعى في الحرام رغم معرفته حق الله عليه، ولا ينفك من اظهار ولائه للشيطان وتجافيه عن جنب الله سبحانه، فهو ظالم لنفسه مبين. قال الله تعالى { وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}  (آل عمران، 57).
ومن استجاب لداعي الإيمان واستقام على أمر الله تعالى كما أمر فإنّه يستحق التوفيق والإعانة، أما أولئك الذين أصموا آذانهم عن سماع كلمة الحق، وقعدوا بكل طريق يصدون عن سبيله، فلا يستحقون الإعانة ولا التثبيت، وقد تكرر قوله تعالى في كتابه {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة، 51) (الأنعام، 144) (القصص، 50) (الأحقاف، 10).


[1] الالوسي، 1/278

[2] تنبيه الغافلين، 1/407.
 

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.