حبل الله
الفطرة والعالمية

الفطرة والعالمية

يخاطب القرآن الكريم جميع البشرية، وأحكامه قيمية تنطبق مع طبيعة الإنسان إلى أن تقوم الساعة، وأن الزمان غير قادر على جعل أحكامه غير فعالة أو عديمة القيمة. وأحكامه صالحة في كل مكان يعيش فيه الإنسان، ولا يوجد مكان ولا زمان لا يمكن تطبيق أحكامه فيهما. فالتغيير في سنن الله تعالى يكون حسب سننه أيضا. إنّ الماء يغلي على حرارة 100 درجة مئوية إذا كان على ارتفاع قريب من سطح البحر، وهذا سنة من سننه تعالى. والتغير في درجة غليان الماء حين يزداد الإرتفاع عن سطح البحر يكون حسب سنة أخرى من سنن الله تعالى. كما يوجد فرق بين الضغط الهوائي وبين النقطة التي يغلي فيها الماء. حيث يقل الضغط الهوائي حين يزداد الإرتفاع وتنخفض درجة غليان الماء. الله سبحانه هو الذي وضع هذه السنن والقوانين.
وأصل تيار الفهم التاريخي للنصوص يعود إلى الفهم الخاطئ للكتاب؛ فحصر القرآن الكريم بأماكن وعصور ولغة معينة، هو عدم الفهم بأن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
الخطأ الواضح الذي وقع فيه كل من رجال العلوم ورجال الدين هو فصل الدين عن العلم. وهو مما لا يمكن قبوله. والسبب في هذا الفصل هو تشويه الأذهان بالرؤية الإبداعية. حيث أهمل اليوم وتجاهل تماما كون النتائج العلمية التي تحققت في المختبر العلمي هي من سنن الله تعالى.
وقد بين الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية أهمية الفطرة وبين أن دين الله تعالى هو الفطرة. فالفطرة هي المبادئ والقوانين التي تحكم جميع الكائنات. دين الله تعالى هو الحياة المنسجمة تماما مع ما وضعه الله تعالى من المبادئ والقوانين. وكون الدين هو الفطرة فهذا يعني الشمول، وأنّ جميع الناس مكلفون باتباعه، وأما الكافرون فقد جحدوا به واستيقنته أنفسهم ظلما علوا.

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.