حبل الله
الاحتفال بليلة النصف من شعبان

الاحتفال بليلة النصف من شعبان

السؤال: ما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان وإحيائها بالصلاة والدعاء؟

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة،3) وقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (الشورى، 21) وفي الصحيحين عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتمّ عليها نعمته.
فلا يجوز لأحد أن يُحدث في دين الله تعالى ما ليس منه، وما أُحدث فهو مردود ولو كثر القائلون به ومن ذلك : تخصيصُ ليلة النصف من شعبان بقيام، ويوم النصف من شعبان بصيام، فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء خاص به [1]. ولا عن أصحابه من بعده.
وأما ما اختاره الأوزاعي من استحباب قيامها للأفراد ، واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول فهو غريب ومردود ؛ لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله ، سواء فعله منفردا أو في جماعة ، وسواء أسرّه أو أعلنه ؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها .
وقد قيل لابن أبي مليكة : إن زيادا النميري يقول : إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر . فقال: لو سمعته وبيدي عصا لضربته. وكان زياد قاصا[2].  وما ورد من أحاديث وآثار في ليلة النصف من شعبان كلها ضعيفة أو موضوعة أو منكرة لا تقوم بمثلها حجة.
وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال : «لم أدرك أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحدا منهم يذكر حديث مكحول، ولا يرى لها فضلا على ما سواها من الليالي» . قال ابن أبي زيد : «والفقهاء لم يكونوا يصنعون ذلك» [3]
وَقد أَطَالَ النَّوَوِيُّ أَيْضًا فِي فَتَاوِيهِ فِي ذَمِّهِا وَتَقْبِيحِهِا، وَإِنْكَارِهِا[4]، كما أنكر الثوري هذه البدعة فقال: هذه الصّلاة بدعة موضوعة قبيحة منكرة [5].
أمّا ما ورد في كثير من كتب التفسير بأن قوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} (الدخان، 3)، هي ليلة النصف من شعبان، هو قول مرجوح وباطل لأنّ هذه الليلة هي ليلة القدر قال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر} فالليلة المباركة هي ليلة القدر وليس ليلة النصف من شعبان.

 


[1](عقيدة التوحيد 1/142)،
[2]( التحذير من البدع،1/24)
[3](البدع لابن وضاح، 1/114)
[4](الفتاوى الفقهية الكبرى، 3/376)
[5](الموسوعة الفقهية، 1/313)

التعليقات

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.